هاتوا لي ماما ليلى بن علي

 القلم الحرّ سليم بوخذير

يعرف الجميع كم أنا مؤمن بأطروحات الرئيس بن علي في الحكم و سياسته الرشيدة في إشاعة المسار الديمقراطي في بلدي ، و ما أعطته هذه السياسة لنا كتونسيين من مكاسب لا تحصى على مدى20 سنة فبن علي قضى على البطالة في البلد و بن علي قضى على التعذيب و بن علي أشاع الديمقراطية في كل شارع و في كل بيت و في كل شبر . .و بن علي جعل التونسيين جميعا يعبّرون عن آرائهم دون وجل و دون أن تمسس أي منهم أي يد لتحاسبهم . . بن علي رفع القدرة الشرائية للتونسيين لتصبح أكبر بكثير جدا جدا جدا من الأسعار في البلد و إلى درجة أن التونسيين صار يمنّون النفس أن يروا يوما واحدا في حياتهم تكون فيه الأسعار عالية في البلد . . التونسيين سئموا من الدخل العالي الذي يتوفر لكلّ منهم . . كلنا صرنا أغنى أغنياء العالم في تونس في عهد سيادته و لذلك اشتقنا لـ”الميزيريا” و لو يوما واحدا . . بن علي أنجز كل شيء جميل في عهده . . أنظروا إلى تعليمنا في عهده . . أليس تعليما سليما للغاية لا تشوبه شائبة تحسدنا عليه الدول المتقدّمة . . بن علي حسّن الخدمات في المستشفيات إلى درجة أن التونسي صار يتمنّى أن يُصيبه المرض لكي يقيم في مستشفيات التغيير و لو يوما واحدا من فرط الخدمات التي من فئة ال5 نجوم المتوفرة في “شارلنيكول” و “الرابطة” و الحبيب ثامر و غيرها .. بن علي أهدانا في عهده أحسن قطاع نقل عمومي في العالم . . قضى على أي اكتظاظ في الحافلة الصفراء و على ظاهرة التأخر الدائم لها . . في عهده صار التونسي ينعم بحافلات سياحية مائة بالمائة . . بن علي وفّرأيضا أحسن القطارات و صار التونسي يخيّر المترو على التاكسي من فرط روعة الخدمات داخل الميترو الخفيف و عطر الروائح المنبعثة منه و تلاحق الرحلات فيه فلا تأخير و لا إنتظار، فكيف ننكر؟ . .بن علي وفّر للتونسيين أحسن الطرقات التي تقاوم كثيرا الأمطار و الفيضانات فلا تُزال بسرعة و لا تأتيها الحفر لا من خلفها و لا من تحتها . . و وفّر لنا أحسن مصارف المياه زمن الفيضانات وفي غير زمن الفياضانات . . بن علي عاقب كل سارق للمال العام و في عهده لم يحوّل أحد المال العام إلى دبي أو الأرجنتين . . و في عهده حارب مشكورا التهريب . . فلم نر في عهده لا يخوتا مسروقة تتسرب من الحدود و لا هم يحزنون . . بن علي أبو التونسيين العطوف الحنان الذي يغمرنا واحدا واحدا منذ 20 سنة بواسع رعايته منذ فجر الشابع من نوفمبر . . عفوا السابع بن نوفمبر (خطأ في الرقن لا غير) و نحن أبناؤه الذين لا يعجبهم العجب و نطلب المزيد . . و لأنّ لكلّ أب لا بدّ من أمّ ترعى معه الأبناء فقد أهدتنا الأقدار السيدة ليلى أما ترعى البلاد معه . .لكنّ مشكلتي يا ناس ، هو أنّني لم أر هذه الأم الكبيرة العظيمة لكل التونسيين منذ زهاء 3 أشهر ، فكم اشتقنا إلى أن تهلّ علينا كالمعتاد . .

أذكر أنّني كتبت عن اختفائها عن الأضواء منذ أسابيع في صحيفتيْ “الوطن” و “المصريون” و كانت صحيفة “لوكانر أون شيني” قد كتبت قبلي و تحديدا في 10 جانفي 2007 ، عن أنباء تعرّض سيارة السيدة ليلى لطلق ناري زمن المواجهات المسلّحة التي تحدّثت عنها الحكومة . .و قد كنت أحسب أن أمّ التونسيين ستظهر مجدّدا بين الفينة و الأخرى و أن خبر اختفائها الذي كنت كتبته غير صحيح وأن الخبر الذي كتبته قبلي “لوكانار أنشيني” بدوره غير صحيح . . و مضت الأيام و طلعت علينا وكالة أنباء الحكومة بخبر إرسال السيدة ليلى لكلمة لها في مؤتمر بمالطا ألقتها نيابة عنها وزيرة تونسية . . و بعد ذلك بأيام نظموا نشاطا في جمعية “بسمة ” التي تديرها أم التونسيين السيدة ليلى و مع ذلك لم تحضر و ألقوا نيابة عنها كلمة و منذ أيام في إطار احتفالات عيد المرأة نظموا ندوة قالت وكالة أنباء الحكومة إن السيد الصادق شعبان قرأ فيها كلمة نيابة عن ليلى بن علي حفظها الله و أدام فضلها على الشعب التونسي . ... و لكن هل هذا يكفينا كتونسيين ليُشبع شوقنا إلى الطلعة البهيّة للسيدة الأولى التي طال غيابها الآن أكثر من شهرين . . لهذه الأم العظيمة التي نحن من غيرها أطفال يتامى . . طبعا لا ، إلقاء كلمات بالنيابة عنها من قبل وزراء لا يُذيب توقنا إلى رؤية أمّنا تعود إلينا من جديد . .نحن نريد أمّنا صورة و كلمة . . لا كلمة فقط . . نحن نريد لأمّنا ان تطلع لنا على شاشة التلفزيون كما عوّدتنا و تخاطبنا بصوتها هي لا صوت الوزير فلان و الوزيرة فلانة . . نحن لا نستطيع أن نعيش من غيرها . . فهل سمعتم بأبناء يعيشون من غير أمهم . .

أنا كتونسي أطالبكم بأن تظهروا لي أمي كلمة و صورة . . هاتوا لي ماما ليلى . . هاتوا لي ماما ليلى . .و من هنا إلى أن تأتوا لي بها . . سأظلّ أردّد الأغنية المعروفة : ماما زمانها جيّة . . ماما زمانها جيّة . .

 

hijab-leila.jpg

(الرئيس بن علي مع زوجته ليلى الطرابلسي وابنتهما خلال مناسك الحج)

رد واحد to “هاتوا لي ماما ليلى بن علي”

  1. عبدالله الــــــــــــــزواري Says:

    ….لنبحث عن الأشكال و الوسائل المناسبة للتصدي لتعنت السلطة في مقاومة كل نفس حر.. و لنذكر أن ما أصاب سليم اليوم قد يصيب غيره غدا…إن الصمت يكون أحيانا أفظع من الجرم… و الصمت على المظالم التي يقترفها النظام لا يقل في ئيء عن التواطء معه في ارتكابها…. فلترتق بمقاومتنا ااطغيان و الطغاة…

أضف تعليق